Monday, August 20, 2007

يوميات محتار في السنترال

الجزء الاول

في يوم من أيام شهر أغسطس ولاأدري في أي عام حدث أن الشمس قررت عند إشراقها أن تمضي قدماً في عمل إستعراضي لقوتها بعد ان تحالفت مع الرطوبة لإحداث حالة من السخونة والحرارة العالية كي تحاصرنا من كل إتجاه.

أحسست بذلك عندما دخلت شرفة منزلنا فقررت مواجهة هذا التحالف بتحالفي أنا الأخر مع إحدى شركات التكييف صاحبة العروض التي لاتقاوم بتركيب جهاز تكييف وساعدني على ذلك مبلغ المكافأة التي قد حصلت عليها بعد أن أقدمت على خطوة المعاش المبكر بعد ضغوط كثيرة تمثلت في إدارة الشركة الصناعية التي أعمل بها وضغوط أخرى من زوجتي المشروع منها والغير مشروع. وعلى رأي المثل (الدوي على الودان أمر من السحر).

وبالفعل تحركت ناحية الفخ المسمى بالمعاش المبكر وكانت هناك خطة معدة من جانب زوجتي فايقة عبد المحسن لكيفية الإستفادة من مبلغ المكافأة ولن أخفي عليكم بعض من معالم هذه الخطة فقد كانت تتمثل في تركيب جهاز تكييف وتغيير الثلاجة ودهان الشقة وشراء جهاز كمبيوتر لأبننا العزيز رضا مكافأة له على مجموعه في الثانوية العامة الذي بلغ 62% اللي يدوب يلحق بيه كلية البوسته في طنطا.

وبالطبع لاننسى نصيب الذهب الذي لا أدري سر تعلق المرأة بهذا المعدن النفيث والسر الذي اعنيه هو رأي علم النفس في هذا الأرتباط الوثيق ومازاد الغموض بالنسبة لي هو الحوار الذي دار بين
كريستين وزكي الدسوقي في رائعة علاء الأسواني عمارة يعقوبيان عندما قالت له
أوووه زكي الست ممكن تنسى عشيقها تنسى جوزها تنسى أبوها لكن مش ممكن تنسى مجوهراتها!!!!

وبالفعل بدأت ساعة الصفر لتنفيذ الخطة وبدأت تنفذ بدقة متناهية فتم شراء الثلاجة 16 قدم رغم أننا ثلاثة أفراد بالمنزل كعادة معظم المصريين يعتقدون أنه كلما زاد حجم الشىء كلما زاد وارتفع المستوى الإجتماعي، وتم دهان الشقة وكمان كمبيوتر سي الأستاذ رضا مفجر ثورة المجاميع الواطية

وفي ذمرة هذه الأحداث كنت أجلس على المقهى المفضل لي منذ 5 سنوات وهو قريب من منزلنا أدخن الشيشة وأمامي الشاي أبو حليب وصوت موسى القهوجي وهو يقول منور ياأستاذ سامي
بدوري أنا كمان رديت عليه:الله يكرمك ياموسى

جاءني في هذه اللحظة صديق قديم أراه بين الحين والأخر اسمه طارق بسيوني بعد السلامات والتحيات وأزيك وعامل أيه والصيف في مصر بقه حاجة وحشة زعقت على موسى القهوجي وقولتله شوف الأستاذ طارق يشرب أيه وبدون الدخول في مقدمات فجأة لاقيت صاحبنا بيقولي أنا سمعت أنك طلعت معاش مبكر ابتسمت ابتسامة ربما بعد 25 سنة سندرك جميعا سر هذه الإبتسامة على المعاش المبكر

ردت عليه: أيوة ياسيدي
بادرني مرة أخرى بسؤال: وياترى بتعمل أيه دلوقتي
ردت عليه : ولا حاجة يامولانا قاعد على القهوة ولا ورايا ولاقدامي

خلاص من بكرة تيجي تشتغل معايا أنا فتحت سنترال جديد وعاوزك معايا ومش هلاقي حد أستأمنه غيرك
صمت للحظات وقولت غريبة هي الحكومة سمحت للأشخاص العاديين يفتحوا سنترالات وتخليهم يركبوا خطوط التليفونات

وقتها رنت صوت ضحكة قوية من طارق ثم هدأ قليلا أيه ياعم سامي ياطيب أنت خطوط أيه وتركيب أيه دي محلات صغيرة الناس بتتكلم فيها وتتدفع ثمن المكالمة وكان الله بالسر العليم
طيب وأنا دوري أيه يامولانا؟!
ولاحاجة ياسيدي كل الحكاية هتتطلب للناس الأرقام وتحول المكالمة على الكابينة اللي مش مشغولة وتبيع كروت شحن من بتاعة الموبايلات وياسيدي لو معجبكش الشغلانة متكملش

وأنا ياسامي يا أخويا ربنا فتح عليا دلوقتي واشتريت تاكسيين شاهين والسنترال ده سبوبة ولقمة عيش قولت أجربها

نسيت أقولكم أن صاحبي ده كان زميل دراسة قديم ربنا كرمه وسافر الخليج وجه ومعاه شوية فلوس بيشغلهم في البوتيكات اللي ظهرت بعد الأنفشاخ الأقتصادي ومرة في المقاولات على خفيف ومرة في عربيات الفول اللي بيختار أمكان استراتيجية لوقوفها ومرة في التاكسيات طفل معجزة بصحيح ربنا يكرمه

بيني وبينكم من غير تفكير كتير في طبيعة الوظيفة قولت أجرب علشان حاجات كثيرة
أولها قعدة القهوة
ثانيها وشي اللي في وش فايقة ليل ونهار خصوصا وأحنا نمر بمرحلة قصور في العلاقة
ثالثها أبني رضا اللي اختفت بيني وبينه لغة الحوار طول الليل والنهار كلامه في البيت على شاكلة
(قشطة يامان - قضيها الناس لبعضيها) غير وجوده في محلات الانترنت بالساعات ولما يرجع يحتضن التليفون ويختفي في أوضته بالساعات

وأنا كمان بقيت في منتصف الأربعينات عامل زي اللي رقصوا على السلم

وعلشان نعرف أزاي سامي عاشور هيخطو خطواته الاولى نحو عالم السنترال تابعوا معانا أحداث الجزء الثاني قريباً

Wednesday, June 27, 2007

الجزء الثالث
عفوا حبيبي متقدرش ومتعرفش


يا زملائي ورفاقي المدونون تشجعيكم وآرائكم كانت السبب الحقيقي في خروج أي بوست للنور منتظر تعقيبكم على الجزء الثالث والأخير من بوست عفوا حبيبي متعرفش ومتقدرش وبعتذر أن كان في إطالة حصلت لكن وجهة نظري المتواضعة أن التشويق عنصر مهم جدا خصوصا إذا أحسن إستخدام عنصر التشويق وطبعا ده أنتو اللي تقولولي إذا كنت أحسنت استخدام العنصر ده ولا لاء
وبعد الجزء الثالث والاخير من هذا البوست بنتهي دلوقتي من كتابة سلسلة من حلقات يوميات محتار في السنترال وانا بقول من أولها البوست ده هيكون على أجزاء علشان محدش يزعل بوجه شكرى العميق لكل من انتقدني عندما تابع معي أجزاء هذا البوست وكمان لكل واحد منكم ساهم هذا البوست في رسم ابتسامة ذكريات حلوة كانت عنده لما شاف أحداث ياسين وريهام ووجه ليا كلمات إطراء وشكر وشكر للمرة الثانية للعزيزة صاحبة مدونة سهر الليالي والتي كانت سبب مباشر في عن طريق بوست الحب الأول في خروج عفوا حبيبي متعرفش ومتقدرش للنور

مرة تانية بسرعة هنفتكر أحداث الجزء الثاني وأزاي ياسين وريهام افترقوا عن بعض أسبوع بسبب مرض ياسين وأزي كانت اول مقابلة بعد الاسبوع ده والطلب اللي طلبته ريهام من ياسين أنه يشوفها في لجنة الامتحان
يلا بينا نشوف ياترى ياسين هيعرف ويقدر يشوفها ولا.........
مرت الأيام وجه ميعاد إمتحانات نصف العام كانت إمتحانات ياسين بعد الظهر وإمتحانات ريهام الصبح وطوال الفترة اللي كانت قبل الإمتحانات كان بال ياسين مشغول أزاي يشوف ريهام ويقف قدامها في لجنة إمتحانها ويكون وجها لوجه ليها بحيث لاتتعدى المسافة بينهم شبر واحد
وعندما بدأت تقترب مواعيد الإمتحانات كان ياسين يشعر بالقلق ويسأل نفسه أزاي أثبتلها أني أقدر أكون قدمها ووشي في وشها على مسافة قريبة جداً أزاي أقدر أعمل ده أزاي؟؟! وبدأت الامتحانات فعلا ومع حب ياسين اللي ملا حياتها ومع المذاكرة والامتحانات نسيت ريهام موضوع انه يشوفها جوا لجنة الامتحان ومع كل يوم كان ياسين يحزن من نفسه على فشله من وقت بداية الإمتحانات وأحس ياسين أنه سيفشل في أن يفاجأ ريهام مفاجأة كبيرة خاصة انه لما يتبقى سوى إمتحان واحد وتنتهي إمتحانات نصف العام
وفي يوم من الأيام وأثناء إنشغال ياسين بالمذاكرة وبفكرة أنه إزاي يشوف ريهام دق جرس البيت في منزل ياسين
وكان على الباب ابن خالته أشرف
أشرف بيربطه بياسين علاقة حميمة جدا رغم فارق السن بينهم وأشرف يبلغ من العمر 37 عاما
بعد ما دخل أشرف وبعد السلامات والتحيات انفرد ياسين بأشرف في غرفته وبدأ أشرف يطمئن من ياسين على أخباره وأخبار الكلية والامتحانات ولاحظ أشرف أن ملامح ياسين متغيرة وبدأ ياسين يسرد على مسامع أشرف الازمة التي يعيشها في كيفية الوصول إلى حل يهتدي إليه واللي عن طريقه هيقدر يفاجأ ريهام جوا لجنة الامتحان وبشرط أثناء سير الأمتحان وان يكون على مسافة وجها لوجه مع ريهام
صمت أشرف قليلا وقاله هو امتحانها أمتى؟
رد عليه وقاله بعد بكره
بعد طول فترة صمت من أشرف كان ياسين يشعر بأن الدقائق تسير ببطء وان القلق يكاد ان يعصف به متقلقش يا ياسين هتشوفها ووشك في وشها وكمان وهي قاعدة والامتحانات شغالة وبدأ أشرف يسرد على مسامع ياسين تفاصيل الخطة ومع سرده للتفاصيل كان ياسين صامتاً تماماً لايتحدث ولا توجد على وجهه غير علامات الانبهار والاندهاش
ولم يخرج ياسين من صمته غير جملة أشرف أيه رأيك في اللي قولته يا ياسين رد ياسين وقاله مش ممكن انت أحلى ابن خاله في الدنيا كلها وعانقه وقاله متشكر يا أشرف متشكر قوي
فات يوم والتاني كان ريهام وياسين على موعد مع بعض زي كل يوم امتحان لازم ياسين يطمئن على ريهام وفعلا اطمئن ياسين أنها دخلت الامتحان
وفي سباق مع الزمن رجع ياسين إلى منزله ودخل غرفته وبدأ يغير الملابس التي كان يرتديها وخرج من غرفته فقابلته أمه ووقفت للحظة تنظر إلى هيئة ياسين
نذكر جميعاً أن كل من يقترب من ياسين يعرف أنه يهتم بمظهره بشكل مفزع شاهدت والدته ياسين أخر غير اللي تعرفه يرتدى قميص لونه أسود أقل مايقال عنه أنه لايصلح لعامل نظافة لكي يرتديه وقت عمله مع كامل تقديري واحترامي لهذه المهنة ويرتدي بنطلون لونه رمادي اللون وبه العديد من الرقع وشعره غير مصفف
لم يمهل الوقت فرصة لوالدته فقد كان ياسين يسابق الزمن فعندما همت لتسأله ايه المنظر اللي قدامي ده كان رد ياسين جاهز وهو يغلق باب الشقة من ورائه ووجملته تقول لما أرجع هقولك يا أمي
وصل ياسين الكلية وذهب إلى مكتب شئون الطلبة يسأل عن واحدة أسمها هيام شاورت أحدي الموظفات بتأفف شديد وقالت لياسين مكتبها هناك اهو
أول ما وقع نظر هيام على ياسين بادرته وقالتله خير يابني عاوز أيه هيام تبلغ من العمر 35 عاما ولم تتزوج حتى الان قليلة الجمال وبعد أن عرفها على نفسه وقالها أنا من طرف الأستاذ أشرف علام
ردت هيام وقالت أهلا أهلا أهلا وبادرته وهي تقول
بس برافو عليك شكلك كده هيعرف يمثل الدور
تعال يلا معايا مافيش وقت وفور خروجهم من مكتب شئون الطلبة أرتفع صوت هيام وهي بتقول ياعم رزق يا عم رزق كان عم رزق يبلغ من العمر 60 عاما وقسمات وجهه تحمل ملامح مصرية خالصة يرتدي ملابس بسيطة والشعر الأبيض احتل الكثير من رأسه ويمسك بيديه سيجارة مصرية من النوع سوبر كيلوباترا وكان من أقدم العمال في الجامعة وعم رزق ده المسئول عن توفير المياه المثلجة للطلبة وقت الأمتحان وعنده عمال شباب بتساعده وبيوزعهم على لجان الأمتحان
بادل عم رزق هيام الصوت المرتفع ورد وقال أيوة يا آنسة هيام أنا جاي أهو أنتحت هيام بعم رزق جانبا بعيداً عن ياسين وتبادلا كلمات قليلة بعدها اتجه نظر عم رزق لياسين وقاله جاهز يا أستاذنا رد ياسين وقاله جاهز ياعم رزق رد عم رزق وقاله يلا شيد حيلك خد جركن الميا ده وأطلع على الدور الثالث لجنة 102
لم ينس ياسين أن يتوجه بخالص عبارت الشكر والثناء لهيام قبل ما يبتدي مهمته
وبالفعل حمل ياسين الجركن وأكواب من البلاستيك وبدأت خطواته وقلبه يكاد يخرج من بين صدره من عنف الدقات والضربات وصعد ياسين الدور الأول ثم الثاني ثم الثالث ووقتها شعر بأن قدميه لم تعد تستطيع حمله
وقتها سمع ياسين صوت جهور يقول يلا يابني إتحرك وخف رجليك شوي
ة
كانت عين ياسين تنظر إلى أرقام اللجان مر بجوار لجنة 100 ثم 101 وأخير وجد نفسه أمام لجنة ست البنات وست الحسن والجمال
تمالك ياسين نفسه وبخطوات تملاؤها الثقة دخل لجنة 102 ونظر إليه مراقب اللجنة
وقال له
يلا يابني بسرعة وبهدوء لف على الناس ووقع بصر ياسين على ريهام وكانت منهمكة في ورقة الإجابة ولم ترفع عينيها عن الورقة
ولم تشعر بوجود أحد في اللجنة
وبدأ ياسين يلف على الطلبة إلى ان وصل للمقعد التي تجلس عليه ريهام
وبصوت يملاؤه حنان وحب وشوق الدنيا كله
تشربي ميا يا آنسه
رفعت ريهام عينيها وعندما شاهدت ياسين وجها لوجه أمامها خفق قلبها بشده
وهنا أود أن أشير إلى أنه قد يعجز شعراء الدنيا مجتمعين عن وصف ملامح ريهام في هذه اللحظة وعينيها تكاد تعانق ياسين
وبصوت خافت قال ياسين ياتري قدرت وعرفت ياريهام ولا لاء
تمت

Tuesday, June 19, 2007

عفوا حبيبي متقدرش ومتعرفش

الجزء الثاني

بسرعة كده نفتكر ياسين وأول يوم ليه في الكلية وأول مرة شاف فيها ريهام وازي حصل صدام في أول مقابلة وأزي الايام جمعت بينهم في تقارب هادىء ومن غير استعجال من أي حد منهم وازاي كل واحد منهم مبقاش خلاص قادر يبعد عن التاني
كانت أيام ياسين وريهام كلها فرح وسعادة وإحترام الطرفين لبعض وكانت ريهام دايما تتطلب من ياسين انه يخرجها وأن يكون أول مكان تشوفه يكون معاه هو وبس
ومع كده رغم أن ياسين كان يتحايل عليها أن يركبوا تاكسي إلا أنها كانت ترد وتقوله ياسلام عاوزنا نوصل بسرعة وملحقكش اتكلم معاك
كانوا بيمشوا مسافات كتيرة قوي وميحسوش بيها
في مرة من المرات اتمشوا من الكلية في العباسية لحد وسط البلد كانت ريهام بتحب وسط البلد وخصوصا شارع طلعت حرب
ياكلوا يشربوا يتفرجوا على المحلات وكان اكتر حاجة بتبسط ريهام انه بيخاف عليها كأنها في عينيه وهما ماشيين ويمنع أي حد من الاحتكاك بيها عن طريق إحاطته لها بذراعيه
مش زي اليومين دول يبقى البيه ماشي في ناحية والهانم ماشية في ناحية... تتعاكس بقه حد يحتك بيها مالوش دعوة
ومع التقارب اللي بينهم ده لسه لحد دلوقتي محدش نطق بكلمة بحبك للطرف الثاني كان كل واحد بيعتبر الكلمة دي تتحس متتقالش علشان متفقدش معناها مع تكرارها
وفي يوم من الايام كان ياسين وريهام على موعد في الكلية زي كل يوم
كانت الساعة تتدق 9 صباحا تلاقي وشوشهم بتتقابل في توقيت واحد
جت الساعة 9 وجت ريهام ومجاش ياسين
الساعة بقيت 9.15 ريهام دخلت المحاضرة وابتدي الدكتور الشرح ومكنتش حاسة بأي حاجة حواليها كان قلبها بيدق بعنف وابتدى القلق يبان على ملامحها
وكانت مع كل حد بيستأذن علشان يدخل المحاضرة تفتكره ياسين وميطلعش هو... تصاب بدوامة من الاحباط لغاية ماخلصت المحاضرة وخلص اليوم كله من غير ياسين
كانت حالتها أصبحت أكثر سوءاً وتسأل نفسها هو فين؟ أطمن عليه ازاي؟ الاقيه فين؟ بقالنا 90 يوم بنتقابل في نفس الميعاد والمكان أيه اللي حصل؟!
واخد بالك أيها القارىء العزيز 90 يوم في نفس الميعاد والمكان من غير موبايل ولا رنة ولا رسالة...ياريت نجرب نلغي التليفونات والرنات والرسايل مع اللي بنحبهم 90 دقيقة بس مش 90 يوم هنحس بطعم شوق ولهفة مختلف ياريت...
المهم ماعلينا روحت ريهام البيت ومافيش حاجة على بالها غير سؤال واحد ياسين مجاش النهارده ليه؟
وبعد كده بكام يوم جه ميعاد ريهام مع المحاضرات مرة تانية وخلال الايام دي كانت بتمني نفسها أنها أكيد هتشوفه
وجت الساعة 9 وانتظرت إنتظرت كتير قوي اليوم ده ومجاش ياسين برده
نسيت أقولكم من ساعة ماعرفوا بعض مهتمش كل واحد فيهم يبقى ليه أصدقاء اعتبروا ان كل واحد بيمثل للثاني الاصدقاء والاحباب ودنيته كلها جوا الكلية وبره الكلية
ريهام افتكرت ده وقالت يعني أسال مين تعبت والله العظيم تعبت من كتر القلق والتفكير حتى أن الشحوب بدأ يظهر على ملامح وجهها
فات أسبوع وريهام بدأت نفسياً تتعب وبدأو يقلقوا عليها في البيت مش بتاكل ولا بتشرب وومش مركزة تماما
كان طوال الاسبوع اللي فات ياسين على موعد مع نزلة برد شديدة جدا ورغم اهتمامه بمظهره الا انه يكره فصل الشتاء ويشعر بالاختناق عند ارتدائه ملابس ثقيلة
فعندما ترك ريهام في أخر مرة تقابلا
رجع البيت وهو حاسس بالعرق يتصبب منه بشكل مفزع ويرتعش وحالة قىء شديدة
حتى تتطور الموضوع إلى نزلة شعبية حادة ألزمته الفراش لمدة أسبوع بدون حركة
وفي أثناء مرضه سألته والدته والابتسامة تغطي وجهها عندما بدأ يتحسن تحسن طفيف
قولي ياحبيب ماما مين دي ريهام اللي كنت في عز تعبك ورعشتك وحرارتك العالية كنت بتقول جملة كده كررتها كذا مرة
ريهام استنى متمشيش وكلام كده مفهمتوش منك
كان ياسين يفتح بالكاد عينيه وابتسم ابتسامة خجل وصمت ولم يرد
وابتسمت الأم ابتسامة وقالت كبرت يا ياسين
في نهاية أسبوع مرض ياسين في يوم الجمعة كان قد بدأ يتماثل للشفاء وفي نيته أن ينزل الكلية يوم السبت
في هذا اليوم يوم الجمعة حدث ولا حرج عن حالة ريهام النفسية والعصبية لاتتحدث مع احد شاردة الذهن إلى أن انهكها التفكير فنامت نوما عميقا
وكعادة ريهام طوال أيام أسبوع مرض ياسين تنتظر عند التاسعة صباحاً
وفي هذه المرة جت الساعة 9 وجت ريهام وجه ياسين
عندما وقع نظر ريهام على ياسين لم تصدق نفسها وحست بان قلبها ينخلع بين صدرها
ظل الاثنان ينظرا كل منهما للأخر 10 دقائق دون أدني حركة
ومع نظر ريهام إلى وجه ياسين أغروقت عينيها بدموع لم تحتمل كتمانها
وبصوت متحشرج أخذت معه مبادرة الكلام بجملة حملت معها معانة وآلام الاسبوع كله وهي تنطق وتقول
أوعى تسبني تاني كده أوعى يا ياسين
لم يشعر ياسين بنفسه والا يديه تمسحان دموع ريهام وهو بيقولها مش هيحصل مش هيحصل ياست البنات أني أسيبك أبدا
أنا كنت بموت
ردت ريهام والدموع تملاء عينيها ماليش دعوة أموت معاك برده
ظلت ريهام طوال هذا اليوم عندما تتذكر ماحدث لها طوال هذا الأسبوع وهي تتحدث عنه مع ياسين إلا وتعاود البكاء برقة وبلهجة عتاب تكاد تعصف بقلب ياسين
فيعاود ويقول لها في كل مرة تبكي فيها مش هيحصل مش هيحصل ياست البنات أني أسيبك أبدا
وهنا انتبهت وكأنها قد نسيت شيئا مهما
ياسين لازم أعرف عنوان بيتك وانت تعرف عنوان بيتي وظلت تردد لازم يا ياسين ...... لازم يا ياسين....... لازم يا ياسين
قولتلك خلاص مش هبعد عنك تاني هتلاقيني في كل مكان بطلعلك فيه وبقولك أنا جنبك ياست البنات
هنا ابتسمت ريهام إبتسامة تحمل بين طياتها دلال وشقاوة وهي بتقول أي مكان أي مكان يا ياسين
رد عليها طبعا ياريهام أي مكان وجربي كده وانتي تعرفي أني مش بجامل بكلامي ده
سكتت شوية وقالتله بس في مكان صعب عليك ومستحيل لو أنت عاوز تشوفني في الوقت ده أنك تقدر وتعرف
يعني بصراحة كده يا ياسين وأنا في لجنة الإمتحان لاتقدر ولا تعرف تشوفني
صمت ياسين وسرح بذهنه قليلا وعندها سارعت ريهام بضحكة أكثر شقاوة شوفت بقه شوفت وريني بقه هتقدر وتعرف ولا
وعلشان هنشوف ياسين هيعرف ويقدر ولا........
تابعونا في الجزء الثالث


Sunday, May 20, 2007

يوم في وسط البلد


في يوم من أيام شهر يناير ولا أذكر في أي عام!! يومها كان الصراع على أشده داخلي بين الرغبة في الجلوس في البيت ومحاولات الاغراءات الغذائية التي تقوم بها أمي ومشاهدة فيلم باب الحديد على قناة الايه أر تي (ART) فانا من مشتركيها ولست من مغتصبي حقوق الفن والابداع العلامي كما يقول العلامة الجليل (الروش طحن) عمرو خالد فهذا الفيلم يتحدث بلغة سينمائية تجعلني كلما شاهدت الفيلم أشعر بالتعاطف مع مخرجه يوسف شاهين لما تعرض له الفيلم من فشل ذريع والنتيجة تحطيم جمهور الصالة دار العرض فى الحفلة الصباحية بعد عشرين دقيقة فقط من بداية العرض وخروجه ساخطا وقت عرضه عام 1958 وبين ان أذهب إلى وسط البلد وفي النهاية حسم الصراع لصالح وسط البلد...


كان يوم ممتلىء بالغيوم كأن السماء على وشك الإعلان عن ثورة امطار تقودها كتائب من السحب الجاهزة للإنقضاض على رؤؤس المارة في توقيت مفاجىء لا يعرفه أحد فقد قررت ان أشاهد شرارة هذه الثورة بدلا من الهروب والاحتماء بأي مكان ولنقل إلى السينما منتظرا نجاح أو فشل هذه الثورة.


ولا أدري أيضا لماذا الإصرار على ركوب تاكسي في هذا اليوم غامض الطقس وكانت عقارب الساعة على مشارف الساعة الثانية ظهرا فأنا بصفة عامة ركوب السيارة دائما يمثل لي نزهة خاصة متوقفا على نوع السيارة فدائما أفضل ركوب التاكسي البيجو أوشاهين فغالبية سائقي هذه النوعية من التاكسيات مهرة في القيادة بالإضافة إلى ذلك لا أميل للدخول إلى مناقشات جانبية مع السائق فهو دائما لديه حالة من التحفز لإطلاق العنان للسانه لكي يحكي مع الراكب تجاربه وخبراته الحياتية غير المسبوقة وبالفعل بعد مرور وقت غير قصير من محاولة إيقاف تاكسي نجحت إحدى محاولاتي وقد تعالت صيحات الدهشة يومها لأن مواصفات السائق والتاكسي جاءت كما ينبغي فالسيارة نظيفة وجديدة من النوع شاهين والسائق من النوع الهادىء مختلفاً عن أقرانه أصحاب الخبرات الحياتية كما ذكرت من قبل....


وبالفعل وصلت إلى وسط البلد على ناصية شارع طلعت حرب (سليمان باشا سابقاً) وشكرت السائق ونفحته مبلغ من المال يزيد عن حسابه مكافأة له عن صمته طوال الطريق. نظرت من حولي ثم وقفت لحظات أتأمل كل شىء وسط البلد بأنبيتها ذات الطابع المعماري الاوروبي، دار القضاء العالي هذا المبني الشاهق ببنيانه وبشكله المميز الذي يبعث على النفس إحساس من الرهبة الذي لا أعلم لماذا تحول في الفترة الأخيرة إلى ملاذ تنشط به المظاهرات حيث أصبح رواد المظاهرات من لا عمل لهم نفر من الناس دأب على الاعتراض والتذمر من كل شىء فأنا أري أنهم مجموعة فشلت في إثبات ذاتها بالبحث عن العمل وتحولوا إلى إناس تبحث عن مجد زائف عندما تشعر بأنها اشتركت في مظاهرة حتى مشهد المظاهرة اختلف عن ما مضى أصبحت أشاهد فتيات في مقتبل العمر بملابس لا تصلح للمظاهرة والتجمهر بل تصلح لأماكن أخرى لاداعي لذكرها الان فهي حقا اشتركت ولكنها اشتركت في زفة مثلها مثل راقصات شارع محمد على حتى أنى في كثير من الاوقات أراهن نفسي في أني لو تقدمت على واحدة من اللاتي يتظاهرن وسألتها من هو رئيس وزراء مصر ستجيب وتقول (هو مافيش إختيارات!!)لا أدري لماذا تخطو بي قدماي إلى شارع طلعت حرب ما سبب حب وعشق خطواتي للسير فيه هل لذكريات قديمة تربطني به او لطبيعة مرتادي هذا الشارع ، أو لرائحة الماضي الجميل التي تنبعث بين جنباته ولن أقف كثيرا لمعرفة السبب لكن في النهاية هي حالة من الارتياح النفسي أشعر بها.


-بمجرد ان بدات السير بجوار محل الأمريكين بدأ هطول الأمطار خفيفاً يبعث في النفس الانشراح والسرور بعدها اشتد هطول المطر وبدأ الناس في الإسراع ومحاولة الاختفاء ... هرباً من المطر ..!أخذت ناحية الطريق وفتحت مظلتي وأخذت أرقب حركة الناس....كان هتاف السماء للسحب مستمراً بإطلاق عنانها للمزيد والمزيد من الامطار تزامن هذا الهتاف مع الحركة العشوائية للمارة الكل يحاول الاختباء والاحتماء بطريقته الخاصة فهناك من اختار ممر أحد محلات الملابس الجاهزة الشهيرة للوقوف بها ممنيين انفسهم بأن تعقد صفقة في السماء تسمح للشمس بمقتضاها الظهور مرة أخرى ليكون ذلك إيذانا بوقوف ثورة السماء وهناك مجموعة أخرى تبدو على ملامحهم بانهم ايسر حالا مجموعة ممر محل الملابس الجاهزة قد اختاروا طريقة أخرى في الاختباء والاحتماء فقد أسرعوا في إتجاهين الاتجاه الاول ناحية محل الامريكين أحد علامات الشارع البارزة والذي وقف خلالها شاهدا على العديد من الاحداث الثقافية والاجتماعية والسياسية التي حدثت في الخمسون عاما الماضية، والاتجاه الثاني اسرع نحو أحد محلات الوجبات السريعة الامريكية الاوسع والاكثر إنتشارا حول العالم وكأنها نوع من أنواع فرض الوصاية الغذائية


،اما قدماي فلا أدري لماذا أسرعت نحو سينما ميامي كأي احتمي بمظلتها الكبيرة فقد كانت تعرض في ذلك الوقت تحفة المخرج أسامة فوزي السينمائية بحب السيما وكأن أسامة قد أجاب بعنوان الفيلم سر تقدم خطواتي ناحية السينما، وقفت بجانبي فتاة أزعم انها في الخامسة والثلاثين من عمرها لا أدري لماذا عندما وقع بصري عليها منذ اللحظة الاولي تذكرت على الفور قصيدة كانت قد شدت بها المطربة التي احترمت نفسها فأحترمها جمهورهافنانتي المفضلة والتي تدرك جيدا وتعرف الطريق نحو إصابتي بحالة من توهج المشاعر إنها ماجدة الرومي وكانت تقول في مطلع القصيدةسمراء كالليل السهران وكطلت بنت السلطانفكانت ملامح هذه الفتاة تقول أنها مصرية بحق فهي ليست كبعض قريناتها في هذه الايام التي عبثت أيدى مراكز التجميل اللعينة بوجوه عدد ليس قليل منهم بوجوهم لدرجة أني لم أعد أشعر بأني سوف أجد ملامح فتاة مصرية خالصة ولن أمضي قدما في وصفها والتغزل في ملامحها فكما ذكرت كل ما استدعى انتباهي وتركيزي هو ملامحها المصرية وعيناها التي كادت ان تصرخ وتخاطبها أطلقي العنان للدموع فلم نعد نستطيع الصمود امام حزنك المكتوم بداخلك وفجاة سمعت صوت رنين هاتفها المحمول . أذكر أني ظللت أعاتب نفسي كثيرا فكم من مصائب تحدث والسبب هو الفضولز فقد تلصصت خطواتي رويدا رويدا لأسمع مكالماتها وعندما اقتربت كانت عيناها قد انهارت مقاومتها أمام حزنها وبدات تدمع سمعت صوتا رقيقا منهكا من كتم البكاء وهي تقول في عبارة ظلت حتى كتابة هذه السطور عالقة في ذهني وهي (أيامه في الدنيا خلاص معدودة مش عارفة اواجه إزاي ) كان قلبي يعتصر وهى تنطف هذه الكلمات القصيرة ولكن في هذه اللحظة كنت قد أنتصرت على فضولي فقررت أن أمضي في طريقي غير عابئاً بما ينهال على رأسي من حبات المطر الثقيلة فكان صوت الفتاة هو ما اشعر به فقط وظل عالقا في ذهني


كان هدفي هو البحث عن كشك لبيع السجائر فقد أكتشفت أن سجائري قد نفذت وجدت أمام السينما على الجانب الاخر كشك صغير تقف به أمرأة غليظة الملامح أزعم أنها في الاربعين من عمرها تلبس عباءة سوداء تكشف بشكل متعمد عن حزء صغير من نهديها وشعرها المصبوغ بلون أصفر تكسو ملامحها مجموعة من مساحيق التجميل تبعث حالة من الاشمئزاز بمجرد وقوع النظر إليها ويداها مثقلة بعدد لا بأس به من السوار الذهبية عندها كانت تخاطب شخص عرفت فيما بعد من مغزي الحوار انه صاحب إحدى محلات إكسسوار الهاتف المحمول تلك المهنة التي أصبح يمتهنها من لا مهنة له وهى تقول له (أيه ياواد فين رنة نانسي عجرم اللي قولتلي عليها عاوزك تضبطهالي على الموبايل أبو كاميرا الجديد) ولا أدري أن بيع السجائر مربح بهذا الشكل على اية حال فقد طلبت نوع سجائري ودفعت الثمن.فأبتسمت ساخرا وأكملت سيري ...


فجأة وأثناء سيري شعرت بان رائحة حلويات شرقية قد أدركت طريقها إلى أنفي لا تندهشوا فكيف تهبط قدماي شارع سليمان باشا ولا أقوم بزيارة رسمية إلى إحدى قلاع صناعة الحلويات في هذا الشارع (محلات قويدر) لم أفكر كثيرا فزيارتي دائما متعددة في هذه اللحظة قررت أن أكافأ نفسي على انتصارها على فضولي بطبق من بلح الشام الذي تكسو جنباته القشدة الطازجة وعندما دخلت المحل فملامحه ثابتة لا تتغير منذ سنين ماضية فأتجهت مباشرة إلى فتاة الكاشير تلك الفتاة التي تتمتع بقدر قليل من الجمال فهى لا تتحدث مع احد ولا تبتسم يداها عندما تلتقط النقود من الزبائن أشعر وكأنها مثل ماكينة الكاشير فدفعت ثمن الحلويات وعلى الفور احتجزت مبلغ خمسون قرشا كأي أكافأ بها عامل المحل ليمنحني المزيد من القشدة وبعد أن فرغت من صراعي المحسوم دائما لصالحي بالقضاء على محتويات الطبق أسرعت بإثلاج صدري بكوب من الماء المثلج داخل المحل فمكان الماء أيضا لا يتغير أيضا منذ سنيين ماضية. واثناء لحظة خروجى من المحل سمعت عامل ينادي على فتاة الكاشير بصوت يائس من عدم إنتباهها له وعندها همس له صاحبه يقول له (أنت بتدن في مالطا) وخرجت من المحلفأبتسمت ساخرا وأكملت سيري ...


نظرت إلى السماء فوجدت أن الامطار قد هدات قليلا وبدأت أسير بخطوات هادئة انظر إلى كل شىء من حولي إلى أن فجأة تسمرت قدماي وحدقت عيناي فقد وقع بصري على لافته مكتوب بها 34 شارع طلعت حرب عمارة يعقوبيان كنت أمر كثيرا بجانبها مرور الكرام لا أعرف ماهي عمارة يعقوبيان عندما تذكرت يوم أن أوعظ مديري في العمل بقراءة رواية للكاتب علاء الاسواني فكانت بحق درة مؤلفاته فهي بإختصار ليست مجرد مجرد بناية في أشهر شوارع وسط البلد ولكنها تعتبر شاهدة بسكانها على فترة تحول سياسي واجتماعي وثقافي في فترة ما قبل ومابعد الثورة من خلال ابراز التحولات التي حدثت لقاطني هذا العقار، وعندما رفعت رأسي إلى أعلى لكي أشاهد البناية جال بخاطري على الفور تفاصيل الرواية حتى ظننت ان عيني سترى طه ابن بواب العمارة وزكي بيه الدسوقى فهم من أبطال الرواية.فأبتسمت ساخرا وأكملت سيري ...


كانت نظراتي موزعة بين متابعة تفاصيل الوجوه وبين متابعة واجهات محلات الملابس الجاهزة وفجأة أحسست أني الوحيد الذي يسير بالشارع فقد أحتبست أنفاس الناس تماما و تعلقت أنظارهم جمعياً إلى سيارة تشق الطريق بسرعة كبيرة وهدأت آلات التنبيه اللعينة فكانت تمر في هذه اللحظة سيارة الترحيلات بشكلها المعهود تطل من نوافذها وجوه تكسوها ملامح الحماس بنداء الله أكبر الله أكبر الله أكبر وفي أيديهم المصحف الشريف هل هو نداء العبد لربه أما هو نداء لمغازلة مشاعر الناس وإستمالة قلوبهم في هذه اللحظة حاصرتني ثلاثة أسئلة في توقيت واحد من وراءهم؟ ما هدفهم؟ وماذا لو تحقق هدفهم؟ ولما أحسست بصعوبة الاجابة على هذه الاسئلة.فأبتسمت ساخرا وأكملت سيري ...


غريب أمر النساء فهن دائما لا يمنحن ألسنتهن استخدام خاصية الصمت أو التحدث بذكاء ومن يدري ربما تطرحها إحدى شركات المحمول قريبا كخاصية للنساء فقط فأمام إحدى المراكز التجارية حديثة النشأة بطرازها المعمارى الفاقد لأي هوية غير أنه مجموعة من المحال المتراصة بجانب بعضها البعض دون مراعاة اي ذوق أو فن هندسي يعبر عن هوية في هذه اللحظة سمعت نقاش يدور بين رجل وأمراة وعلى يديها طفل يطل بوجهه البرىء في يوم مثل يومنا هذا تكسوه علامة البرد والمطر وعلى ملامح وجهه كلمة (هو في ايه) فكان يدور النقاش حول ( اشمعنا انا جيت معاك عند مامتك وأنت مش عاوز تيجي معايا عند مامتي ابتسم الرجل ابتسامة تدل على عقل ووعي وقال وفيها ايه النهارده خرجنا عند ماما واتفسحنا في وسط البلد وأكلنا حاجة حلوة كفاية ونخلي مامتك يوم تاني لم يعجب صاحبة العزة حرمه المصون ذلك الرد العاقل فكانت لدي سيادتها علم بأن اليوم كان اخر يوم في الدنيا وقالت له ومش كفاية مامتك قعدت تتضايقني بكلامها وتقولي مش مدفية الولد كويس ليه في يوم برد زي ده وهي يعني تتدخل ليه في حياتنا كل واحد حر أنزل وقت ما يعجبني رد عليها الزوج وقال لها عندك حق ماما غلطانة احنا كنا لازم نلبس الولد مايوه ونجيبله ايس كريم في يناير ).فأبتسمت ساخرا وأكملت سيري

Thursday, May 17, 2007

وداد والنكتة القبيحة

في يوم من أيام شهر أغسطس ولاأدري في أي عام كانت وداد تمسك بين يديها جريدة أهرام يوم الجمعة تتطالع صفحاتها وعينيها لا هدف لها سوى إقتناص إعلان عن وظيفة خالية...
نسيت أقول أن وداد تبلغ من العمر 35 سنة حاصلة على بكالوريوس فنون جميلة متزوجة منذ سبع سنوات من المهندس يوسف عبد الحميد ولديها طفلة واحدة تسمى نوارة....
فجأة أثناء تصفحها إعلانات الوظائف الخالية قالت بصوت مسموع مش معقولة الدنيا دي صغيرة قوي... رد عليها يوسف وقالها أيه ياوداد في أيه
لم تنطق وداد وكأنها لم تسمع نداء زوجها الذي تكرر عدة مرات وهو يقول في أيه ياوداد
في هذه اللحظة إنتبهت وداد لنداء زوجها وقالت في أيه يايوسف أصبر عليا هقولك
لم يهتم يوسف وكمل فرجة على التليفزيون فقد كان يتابع أحداث مباراة كرة قدم في الدوري الإنجليزي
كانت عيناها قد وقعت على إعلان لإحدي شركات الإستثمار العقاري تطلب فيه وظيفة مصمم جرافيك له خبرة في مجال الدعاية والإعلان
لم يكن سبب إندهاش وداد هو حصولها على ماتريد من أهرام الجمعة ولكن عندما وقعت عيناها على أسم الشركة المكتوب في الإعلان وبجواره مالك الشركة بشكل بارز
رفعت عينيها عن الجرنان وقالت تخيل يايوسف شركة عاملة إعلان بتتطلب فيه مصمم جرافيك ومكنتش أتخيل مين صاحب الشركة دي
وقتها كان صوت يوسف يعلو وهو يقول ياراااجل دي كورة تتضيع منك
عادت وداد وكررت نفس الجملة السابقة (تخيل يايوسف شركة عاملة إعلان بتتطلب فيه مصمم جرافيك ومكنتش أتخيل مين صاحب الشركة دي )
والتفت يوسف إليها وهو يقول يتقولي حاجة ياحبيبتي
قالتله لاء مافيش متشغلش بالك
لم يعيرها يوسف الانتباه فعادت وداد تنظر مرة اخرى إلى الأسم الموجود بالإعلان ورجعت بذاكرتها كام سنة ورا وافتكرت أيام المدرسة الثانوي وأفتكرت أسم صاحبة الشركة هويدا الشاطر
وتذكرت انها لم تربطها بهويدا غير قليل من الكلام على شاكلة أزيك عاملة ايه وبس وافتكرت كمان قد أيه كانت وداد بتحب تتابع أخبارها من بعيد لبعيد خصوصا علاقاتها المتشعبة بالولاد في الفترة دي وأد ايه هويدا مكنش ليها أصحاب بنات كتير
وأد ايه كانت جريئة في لبسها وكانت بتستغل ده مع المدرسين وأنها بعد كده دخلت كلية التجارة وسمعت بعد كده انها أتجوزت وورثت من جوزها ثروة معقولة
مسكت وداد التليفون وطلبت صديقة الدراسة التي لم تنقطع صلاتها بها حتى الأن أماني عاصم وبعد السلامات والتحيات قالتلها فاكرة هويدا الشاطر اللي كانت معانا في ثانوي
سكتت أماني للحظات وردت وقالت وأيه اللي فكرك بيها عادت وداد على مسامع أماني تفاصيل رحلتها مع أهرام الجمعة لحد ماوقعت عينيها على الأعلان والاسم
قالتلها عقبال عندك دي اتجوزت وورثت ثروة مش بطالة استغلت بعلاقاتها مع أسماء ليها وزنها ومعرفش ياوداد بتعرفهم منين مع أن عائلتها كانت على أد حالهم أنا أصلي زمان روحت بيتهم وهو كان بيت متواضع الظاهر أختنا هويدا ليها مواهب خاصة بتعرف توظفها لمصلحتها وأثناء مكالمة وداد مع صديقتها ارتفع صوت نوارة وهي بتقول يامامي يامامي أنتي فين
أنتبهت وداد للصوت وقالت لأماني نرغي بعدين بقه هكلمك تاني
في اليوم التالي قررت وداد الذهاب إلى مقر الشركة وطبعا بعد ماخدت الاذن من يوسف
كانت الشركة تقع في شارع الميرغني في بناية كبيرة كانت الشركة تحتل منها طابقين
دخلت لمقر الشركة ولاحظت منذ الوهلة الأولى فخامة الشركة متمثلة ذلك في الديكور عالي الذوق وطبيعة موظفي الشركة
قابلتها السكرتيرة بأبتسامة عريضة فبادرت وداد بالكلام وقالت أنا جاية بخصوص الاعلان المنشور إمبارح
قالتلها اتفضلي وهتدخلي تعملي الانترفيو كمان عشر دقايق
استغلت العشر دقايق في التعرف على طبيعة موظفي الشركة من خلال طريقة كلامهم ولبسهم
لاحظت وداد طريقة لبس البنات فحدث ولاحرج
في بادىء الأمر لاحظت لم ترى ولا بنت واحدة محجبة
لبس غريب متعودتش تشوفه قبل كده باديهات ضيقة وبنطلونات أضيق وصدور عارية والولاد مصافحتهم للبنات عبارة عن أحضان وقبلات
إنتبهت فجأة إلى صوت ينادي مدام وداد اتفضلي رئيس مجلس الإدارة هتقابلك دخلت وداد مكتب رئيس مجلس الإدارة فقابلتها هويدا الشاطر كانت سيدة في العقد الثالث من عمرها
خمرية اللون ترتدي بنطلون أسود ضيق وبودي من اللون الاحمر مفتوح الصدر
أدركت وداد منذ اللحظة الأولى ان هويدا لم تتذكرها وأثناء إستعداد وداد لبدء الانترفيو فجاة رن جرس التليفون المحمول لهويدا وتحول فجأة وجه هويدا الرقيق الجميل إلى أمراة شرسة تلعن وتسب بأفظع الالفاظ وكان واضح أنه على الجانب الأخر موظف التسويق الذي فشل في شىء ما
وأغلقت الهاتف وعادت لتسكمل الحديث مع وداد فجأة دخل على هويدا شاب في مقتبل العمر طلب منها موافقتها على موضوع ما بخصوص صفقة سيتم عقدها
بعد ان أخذ الموافقة مال على هويدا بمنتصفه الأعلى ناحية أذنيها وألقى على مسامعها نكتة جنسية قبيحة أحست وداد بدوار من فظاعة ما قيل من ألفاظ
رنت بعدها هويدا ضحكة عالية
انصرفت وداد على الفور ويبدو أن هويدا لم تلاحظ إنصراف وداد
عادت إلى البيت وروت لزوجها ماحدث سكت قليلا ورد عليها كويس انك اتصرفتي كده
وفجأة مال ناحية أذنها وهمس ببعض الكلمات التي أحمر وجهها خجلا من سماعها وماكان منها أن قالت بصوت خافت أنت قليل الأدب وقبيح زي نكتك

سؤال يفرض نفسه ياترى في مجتمعنا النهارده في كام واحدة زي هويدا وكام واحدة زي وداد؟


Monday, April 30, 2007

نص ساعة في حياة عانس

ألم يسأل أحد منا قبل اليوم كيف يمر يوم العانس عليها مع تقديمي أبلغ آيات الإعتذار على استخدامي مصطلح عانس فالبصدفة البحتة سمعت إحصائية تقدر عدد العوانس بمصر بحوالي 9 ملايين عانس ولن نخوض في الأسباب التي أدت إلى تفاقم هذا العدد...

ندعونا نتامل ماذا تفعل عندما تستيقظ هل تعمل؟ أم تجلس في المنزل؟ وإذا كانت تعمل ماهي ملامح علاقاتها مع زملائها في العمل وإذا كانت تجلس في البيت ماهي أيضا ملامح علاقاتها مع أفراد الأسرة سنحاول خلال السطور القادمة تسليط الضوء من خلال نص ساعة في حياة عانس ...

منذ فترة بعيدة لم أحصل على أجازة لمدة طويلة من عملي وذات يوم قررت أن أحصل عليها فذهبت إلى مديري في العمل وانا أحاول ان استجمع جدية ووقار وبراعة زكي رستم في فيلم نهر الحب كي يقتنع مديري بقسمات وجهي أثناء طلب الأجازة
فيبدو أنني نجحت فقد وافق بعد مناقشات لم تدم لدقائق ...

أستيقظت في أول أيام الأجازة على صوت أمي وهي بتقولي اصحى يابني مش كل يوم المناهدة دي قتحت عيني ببطء وانا بقولها انا اجازة يا أمى أسبوع ردت وقالتلي خير في ايه قولتلها ولا حاجة متقلقيش بقالي كتير مخدتش اجازات والسنة قربت تخلص وفي اجازات في رصيدي عاوز اخلصها قالتلي طيب وبدأت في سرد تعليماتها لي عندما تشعر أني سأتواجد في البيت بمفردي لفترة طويلة متنساش لو عملت شاي تقوم تبص على البراد ومتنساش نفسك قدام التليفزيون لحد ما الميا تنشف في البراد ولو حبيت تفطر الاكل في المطبخ وقالتلي انا نازلة بقه نسيت أقولكم ان أمي موظفة على مشارف المعاش ...

المهم كملت نومي وصحيت بعدها بساعتين قومت أخدت دش سخن وحلقت دقني وحطيت البراد على النار وفضلت واقف في المطبخ اتفرج على اللي حواليا أكتشفت أن بقالي سنين مبصتش من شباك المطبخ فانا أسكن في الدور الثالث فقد شاهدت كم من العمائر السكنية قد بنيت من حولنا وانا لاأدري فدخولي للمطبخ يكون نادرا إلى أبعد الحدود...

فجأة وبدون سابق إنذار أثناء نظري إلى التغييرات السكنية التي حدثت من حولنا فوجئت بصوت حريمي يقول

" تعبت والله العظيم تعبت أعصابي تعبت حسوا بيا شوية أنا بشر" كعاداتي المزمنة وهي الفضول اكتشفت أن مصدر الصوت يتسلل من شباك العمارة الملاصقة لنا تماما حيث ان مطبخنا يقع على الجانب الملاصق لهذه العمارة انتظرت قليلا ولكني لم اسمع أي صوت آخر وكانها قنبلة قد انتزع فتيلها فانفجرت وعم بعدها السكون...

شىء ما بداخلي جعلني اقف منتظرا سماع أي صوت أخر مرت خمس دقائق ثقيلة بعدها سمعت صوت عبارة عن ضغط على مسجل صغير ويقول اسمي ايمان عبد الحميد عمري 33 سنة خريجة كلية ألسن قسم انجليزي ليا 4 أخوات بنات و3 أخوات صبيان كلهم متجوزين أنا أصغرهم بشتغل في شركة ذائعة الصيت اتعينت فيها من سنتين بعترف أني متوسطة الجمال على فكرة انا مش بحكي ذكرياتي ولا طفولتي ولا شبابي انا عاوزة افضفض بعد ما ضاقت بيا الدنيا ضاقت من نظرات الناس ضاقت من نظرات أمي ليا ضاقت من حكاوي الناس من غير مايقصدوا يضايقوني عن الجواز مبقتش عارفة اعمل ايه غير اقول يارب دي حكمتك واللهم لااعتراض على حكمتك محتاجة افضفض وأقول اني انا مبقتش ايمان اللي أنا اعرفها طباعي اتغيرت بقيت حادة جدا في تعاملاتي ويارت ده على نطاق الاسرة كان بقه ماشي لكن ظهر ده في علاقاتي مع زملائي في الشغل بقيت زي ما بيقول المصطلح الانجليزي Formal لدرجة بقيت اتعامل بيها مع أمي على اعتبار انها عميل في الشغل برد عليها ردود بايخة وقليلة الذوق لكن مش ردود بقلة أدب بقه بيصعب عليا نفسي لما اروح خطوبة أو فرح اي حد من صحابتي رغم براعتي في رسم الفرحة والسعادة لكن انا من جوايا ببكي ببكي لأني نفسي يكون ليا بيت وأسرة وأطفال تعبت من الوحدة والتفكير انا بطبعي كتومة حتى صحبتي القريبة مني اللي اتجوزت بقه محور كلامنا في اي زيارة مني ليها بيكون حوالين مشاكل الجواز والاطفال ومدارسهم واحيانا يمتد الحوار وتشكيلي ان جوازها مخاصمها وبيديها ضهره باليل طبعا كل ده انا مش حساه ببقه نفسي اعيشه جه الوقت اللي اعترف بيه ويكون عندي الشجاعة اواجه نفسي...

مشكلتي الحقيقية اني اكتشفت اني عاوزه عريس مش موجود حاجة كده تفصيل يتكلم زي ما أنا متوقعة انه يتكلم يلبس زي ما انا متوقعة انه يلبس يتصرف في اي حاجة زي ما أنا متوقعة انه يتصرف علشان كده تجارب الخطوبة فشلت فشل ذريع حاجة نسيت اقولها حالة الجشع اللي بقيت تتنتابني في تحويش الفلوس والبخل أحيانا ده برده من الحاجات اللي جدت عليا طول عمري بحلم اني اكون الند للند للي هتجوزه هو بيسوق عربية أنا بسوق عربية هو مثقف انا مثقفة هو على دراية بتكنولوجيا العصر أنا كمان زيه اختفى من هنا عنصر اني بنت وانه هو لازم يحتويني غلط وأكبر غلط ارتكبته اني اهتمت بشغلي وعاوزة اكون احسن واحدة فيه على حساب تكوين بيت واسرة وأطفال نفعني بأيه الشغل في النهاية محتاج حضن بقه انا بعترف اني رفعت الرايا البيضا هو فين بقه اللي يجي يضمني هو فين هبطل اتصرف كما لو كنت فاهمة كل حاجة هبطل اتفلسف هبطل طموح زايد يخوف مني أي حد...

فجأة انتبهت إلى ان اضع البراد على النار وإذا بي أفاجا ان الميا نشفت فتذكرت أمي وتحذيرها لي ولكن المرة دي يمكن تعذرني لما تعرف السبب وابتسمت ساخرا وذهبت لإعداد براد أخر