Monday, August 20, 2007

يوميات محتار في السنترال

الجزء الاول

في يوم من أيام شهر أغسطس ولاأدري في أي عام حدث أن الشمس قررت عند إشراقها أن تمضي قدماً في عمل إستعراضي لقوتها بعد ان تحالفت مع الرطوبة لإحداث حالة من السخونة والحرارة العالية كي تحاصرنا من كل إتجاه.

أحسست بذلك عندما دخلت شرفة منزلنا فقررت مواجهة هذا التحالف بتحالفي أنا الأخر مع إحدى شركات التكييف صاحبة العروض التي لاتقاوم بتركيب جهاز تكييف وساعدني على ذلك مبلغ المكافأة التي قد حصلت عليها بعد أن أقدمت على خطوة المعاش المبكر بعد ضغوط كثيرة تمثلت في إدارة الشركة الصناعية التي أعمل بها وضغوط أخرى من زوجتي المشروع منها والغير مشروع. وعلى رأي المثل (الدوي على الودان أمر من السحر).

وبالفعل تحركت ناحية الفخ المسمى بالمعاش المبكر وكانت هناك خطة معدة من جانب زوجتي فايقة عبد المحسن لكيفية الإستفادة من مبلغ المكافأة ولن أخفي عليكم بعض من معالم هذه الخطة فقد كانت تتمثل في تركيب جهاز تكييف وتغيير الثلاجة ودهان الشقة وشراء جهاز كمبيوتر لأبننا العزيز رضا مكافأة له على مجموعه في الثانوية العامة الذي بلغ 62% اللي يدوب يلحق بيه كلية البوسته في طنطا.

وبالطبع لاننسى نصيب الذهب الذي لا أدري سر تعلق المرأة بهذا المعدن النفيث والسر الذي اعنيه هو رأي علم النفس في هذا الأرتباط الوثيق ومازاد الغموض بالنسبة لي هو الحوار الذي دار بين
كريستين وزكي الدسوقي في رائعة علاء الأسواني عمارة يعقوبيان عندما قالت له
أوووه زكي الست ممكن تنسى عشيقها تنسى جوزها تنسى أبوها لكن مش ممكن تنسى مجوهراتها!!!!

وبالفعل بدأت ساعة الصفر لتنفيذ الخطة وبدأت تنفذ بدقة متناهية فتم شراء الثلاجة 16 قدم رغم أننا ثلاثة أفراد بالمنزل كعادة معظم المصريين يعتقدون أنه كلما زاد حجم الشىء كلما زاد وارتفع المستوى الإجتماعي، وتم دهان الشقة وكمان كمبيوتر سي الأستاذ رضا مفجر ثورة المجاميع الواطية

وفي ذمرة هذه الأحداث كنت أجلس على المقهى المفضل لي منذ 5 سنوات وهو قريب من منزلنا أدخن الشيشة وأمامي الشاي أبو حليب وصوت موسى القهوجي وهو يقول منور ياأستاذ سامي
بدوري أنا كمان رديت عليه:الله يكرمك ياموسى

جاءني في هذه اللحظة صديق قديم أراه بين الحين والأخر اسمه طارق بسيوني بعد السلامات والتحيات وأزيك وعامل أيه والصيف في مصر بقه حاجة وحشة زعقت على موسى القهوجي وقولتله شوف الأستاذ طارق يشرب أيه وبدون الدخول في مقدمات فجأة لاقيت صاحبنا بيقولي أنا سمعت أنك طلعت معاش مبكر ابتسمت ابتسامة ربما بعد 25 سنة سندرك جميعا سر هذه الإبتسامة على المعاش المبكر

ردت عليه: أيوة ياسيدي
بادرني مرة أخرى بسؤال: وياترى بتعمل أيه دلوقتي
ردت عليه : ولا حاجة يامولانا قاعد على القهوة ولا ورايا ولاقدامي

خلاص من بكرة تيجي تشتغل معايا أنا فتحت سنترال جديد وعاوزك معايا ومش هلاقي حد أستأمنه غيرك
صمت للحظات وقولت غريبة هي الحكومة سمحت للأشخاص العاديين يفتحوا سنترالات وتخليهم يركبوا خطوط التليفونات

وقتها رنت صوت ضحكة قوية من طارق ثم هدأ قليلا أيه ياعم سامي ياطيب أنت خطوط أيه وتركيب أيه دي محلات صغيرة الناس بتتكلم فيها وتتدفع ثمن المكالمة وكان الله بالسر العليم
طيب وأنا دوري أيه يامولانا؟!
ولاحاجة ياسيدي كل الحكاية هتتطلب للناس الأرقام وتحول المكالمة على الكابينة اللي مش مشغولة وتبيع كروت شحن من بتاعة الموبايلات وياسيدي لو معجبكش الشغلانة متكملش

وأنا ياسامي يا أخويا ربنا فتح عليا دلوقتي واشتريت تاكسيين شاهين والسنترال ده سبوبة ولقمة عيش قولت أجربها

نسيت أقولكم أن صاحبي ده كان زميل دراسة قديم ربنا كرمه وسافر الخليج وجه ومعاه شوية فلوس بيشغلهم في البوتيكات اللي ظهرت بعد الأنفشاخ الأقتصادي ومرة في المقاولات على خفيف ومرة في عربيات الفول اللي بيختار أمكان استراتيجية لوقوفها ومرة في التاكسيات طفل معجزة بصحيح ربنا يكرمه

بيني وبينكم من غير تفكير كتير في طبيعة الوظيفة قولت أجرب علشان حاجات كثيرة
أولها قعدة القهوة
ثانيها وشي اللي في وش فايقة ليل ونهار خصوصا وأحنا نمر بمرحلة قصور في العلاقة
ثالثها أبني رضا اللي اختفت بيني وبينه لغة الحوار طول الليل والنهار كلامه في البيت على شاكلة
(قشطة يامان - قضيها الناس لبعضيها) غير وجوده في محلات الانترنت بالساعات ولما يرجع يحتضن التليفون ويختفي في أوضته بالساعات

وأنا كمان بقيت في منتصف الأربعينات عامل زي اللي رقصوا على السلم

وعلشان نعرف أزاي سامي عاشور هيخطو خطواته الاولى نحو عالم السنترال تابعوا معانا أحداث الجزء الثاني قريباً